عقد مركز مدى الكرمل اللقاء السابع من ورشة الإنتاج المعرفيّ، يوم السبت 15 شباط 2025، حيث جرت مناقشة مقالين قيد الإعداد، من المزمع نشرهما في إصدار الإنتاج المعرفيّ القادم.
استُهلّ اللّقاء بمداخلة قيّمة من الباحثَين وطالبَي الدّكتوراة المشاركَين في الورشة جاد قعدان وعلي مواسي، حيث قدّما طرحهما البحثيّ للنّقاش تحت عنوان: "قراءة سوسيولوجيّة- أبستمولوجيّة في إنتاج المعرفة البحثيّة المرتبطة بالتّربية اللّغويّة في فلسطين".
تمحور اهتمام الباحثَين حول إنتاج المعرفة المتعلّقة باللّغة، وخاصّة في سياق المجتمع الفلسطيني داخل الخطّ الأخضر. وقد استعرضا في سياق بحثهما مقاربات نظريّة محوريّة كالأبستمولوجيا الحدّية، التي تسلّط الضّوء على المعرفة المنتَجة في الهوامش بوصفها عصيانًا معرفيًا رافضًا للهيمنة، والمعرفة المرخّصة، التي تخضع للرّقابة الاستعماريّة وتحول دون نشوء بدائل معرفيّة مستقلّة. كما تطرّقا إلى التّعلم التحرّريّ باعتباره أداة جوهريّة لتفكيك أنظمة السّيطرة وصياغة معرفة نقديّة. تضمّنت المداخلة تحليلًا معمّقًا لعيّنة من الأبحاث الأكاديميّة حول اللّغة في سياق فلسطينيّي الدّاخل خلال العقد المنصرم، بغية استجلاء العلاقة المتشابكة بين اللّغة والهويّة والسّلطة، ومدى تشجيع هذه الأبحاث لتعزيز التّفكير النّقديّ والمناهج البديلة.
في الجزء الثّاني من اللّقاء، قدّمت د. أريج صبّاغ-خوري عرضاً لطرحها البحثيّ حول "تفكيك العنف المعرفيّ: الاستعمار الاستيطانيّ والجريمة داخل المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل".
تناولت المداخلة إنتاج المعرفة حول الجريمة والعنف في المجتمع الفلسطينيّ داخل الخطّ الأخضر، مرتكزةً على ثلاث مقاربات تحليليّة جوهريّة: المقاربة المجتمعيّة المَرَضيّة، حيث يُفسَّر العنف كنتاج لثقافة المجتمع؛ ومقاربة الأقليّة الإثنيّة، التي تراه ناتجًا عن التمييز البنيوي؛ ومقاربة الاستعمار الاستيطانيّ، التي تعتبر العنف جزءًا من بنية المشروع الصهيوني. كما تطرّقت إلى الدّور المحوريّ للمؤسّسات الأكاديميّة ومراكز الأبحاث والمنظّمات غير الحكوميّة في تشكيل هذا الإنتاج المعرفيّ، منوّهةً بالدّور الرّياديّ للجمعيّات النّسويّة في تحليل قضايا العنف ضدّ النّساء الفلسطينيّات.